التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مايو, 2013

لست وحدك من يربي

كلما مررنا بجانب حائط قد كتب عليه صبي او مراهق كلاما او رسما غير مفهوم ، أنبني آدم و ياسمين بقولهم ( oh dear ، شوف بابا ، ما بصير صح! ) ، حادث بسيط جعلني أتأمل بمشكلة اكبر في اطار أوسع.  انك قد تبذل جهودا مضنية مع براعمك في البيت تعلمهم و تأدبهم و تربيهم على حسن الخلق و المعاملة و الحق و الصواب ، فتلك مرحلة الاقلاع الى أجواء خارج نطاق التغطية و المحيط المألوف بالنسبة لهم.الا ان البيئة المحيطة قد تغير المسارات بعد المرحلة الاولى ان لم يكن هناك استمرارية في الرعاية و التوجيه ، تتابع و تقوّم و توضح المفاهيم المغلوطة و المتناقضة دون ان يكون هناك شعور بالاغتراب.  تأكدت ان تربية الأبناء مشروع استراتيجي هدفه يتعدى دائرة العائلة و المجتمع القريب و هو بحاجة الى جهد عظيم و وقت كبير و حوارات و نقاشات طويلة. كان بالإمكان ان تكون هذه المهمة أيسر لو ان جهود الاصلاح و التوعية في البيت و المدرسة و المسجد و الحي كانت متناغمة.   ستطير جهودنا رمادا و مواردنا ستصبح هباءاً منثورا اذا اقتصر تفكيرنا بأنفسنا فقط. ان "خيركم خيركم لأهله " لا تعني ان نختصر الموضوع على أه...

انت أسلوبك و لو لم تكن انت

مواقع التواصل جميلة حيث يعبر كل عن رأيه بحرية،  و يتناقش و ينتقد الجميع دون حرج ، لكن التطاول و استخدام عبارات غير أخلاقية تتعلق بعلماء أثروا مكتباتنا و ساهموا بفكر متقد معاصر ، أمر أهونه مر . الكل يخطئ سواء في الفتوى أو الحكم على أمر سياسي أو اجتماعي . صحابة كبار اخطأوا و هذا طبيعي. لك كل الحق يا اخي ان تنتقد و تختلف بالرأي و تصرح ما شئت و لو بلغة قوية ، لكن يجب ان تكون محترمة لان لسانك (الآن بوستك) محسوب عليك في الدنيا و الآخرة ، بل هو الآن موثق، و نعلم ايضا ان كل إناء بما فيه ينضح كما يقولون . فكل من يقرأ سطورك سيغور في اعماقك في ثوان من خلالها ، فحري بنا ان نترك مسكا طيبا و أثرا جميلا و لو كان كلامنا كله اختلاف و نقد .  الأسلوب يمكن ان يرفع و يهدم ، قرات في احد الكتب ان رؤساء أمريكيون نجحوا بسبب أسلوبهم بالطرح. الأسلوب الجارح يعمق جراح الأمة و يزيد بالفرقة و الفتنة بين العامة والخاصة و لنا من الجراح ما يكفينا فهي هنا اشد مضاضة  من وقع الحسام المهند.  و اختم بأسلوب جسده على الأرض مدرستنا في الحياة و قدوتنا حين كان يكتفي بقول : " ما بال أقوام قالوا ...

النعم الخفية

النعم كثيرة لكن ميزان الإنسان صغير، وأحياناً ساذج، تجده يحصر النعمة في السيارة والبيت الواسع المطل والرصيد من الأراضي وغيره والكاش طبعاً هو الكينج، الكل يجري ليحسن حاله وعندما يأمّن نفسه (من وجهة نظره القاصرة) يبدأ يفكر في أولاده ورزقهم وتأمين تعليمهم وبيوتهم وجيزتهم ! وينسى أن المرض قد يغافله ويحرف مساره ويقلب حياته رأس على عقب أو ينهي مسيرته، أو ربما يداهمه مطب مالي فيمسي مفلسًا وهوغارق في بحرالحياة متلاطم الأمواج رافع الناس حيناً وخافضهم حيناً آخر. أما الطامة الكبرى فعندما يكون ذلك على حساب الكثير من الأشياء المهمة في الدنيا والآخرة.  ما تقدم لا يعني أن نمقت تلك النعم ولا نستمتع بها ولكن لا أن نتركها تطغى على حقيقة أولوياتنا وتحيد أبصارنا فتجعلنا ننسى النعم الحقيقية في حياتنا والتي لا تقارن ولا تقدر بثمن، فلوعُرضت للبيع على من فقدها لاشتراها بالملايين، قد يتسائل القارىء ما هذه النعم التي لا تقدر بثمن!    إنها النعم الخفية التي لا يمكن أن تحصى بسبب كثرتها، ومع ذلك لا نراها بل ننساها باستمرار، نعمة البصر والعقل والولد والصحة وغيرها من نعم خفية، ومهما عددت فلن...