كنت في زيارة صديق قبل فترة وجيزة في مكان ما! وبينما أنا في الباب ناطر، سمعت صواعق من مسبات ومصطلحات تقشعر لها الأبدان ومن جميع المستويات والسمات، فنظرت وإذا بهم مجموعة من الصغار يلعبون وبالشتم يتفننون، تأملت وتألمت في مستقبلهم وكيف سيكون؟
تساءلت؟ أين أباء وأمهات هذه البراعم الصغيرة التي ستكون
صبغة المجتمع القادم؟
إن تأسيس النشأ الصغير على الخلق الكريم والفكر المتقد
الحكيم سيسهم في تشييد صرح عظيم، أما تركهم للشارع أو لقدوة سقيم سيكون حتماً
ردماً سحيق ومشروعاً غير عقيق. وظيفتنا كأولياء أمور لا تقتصر على بناء الجسد
والاهتمام بتوفير الأمور المادية لأبناءنا رغم أهميتها ليكونوا أصحاء أقوياء، ولكن
الأهم والأولى بناء الشخصية المتزنة المستقلة القادرة على المساهمة ذهنياً وبدنياً.
يقول الدكتور تشاد هيلميستر أنه في خلال الـ 18 سنة
الأولى من عمرنا وعلي افتراض نشأتنا في عائلة ايجابية لحد معقول يكون قد قيل لنا
أكثر من 148000 مرة كلمة لا أو لا تعمل ذلك ، وعدد الرسائل الإيجابية فقط 400 مرة.
وكل هذا الكم الهائل من الرسائل السلبية سيخزنه العقل الباطن للطفل. هذه البرمجة
السلبية كما تسمى جديرة بالتفكر والتأمل فكم من أطفالنا مقموعين لا حوار ولا نقاش
إنما هم تبع لدكتارور/ية البيت (حسب 😁 )،
فأصبحوا جمرات ملتهبة تدب على الأرض أو شخصيات مهزوزة ومهزومة.
رسولنا الكريم كما ذكر أنس بن مالك رضي الله عنه وقد خدم
الرسول صلى الله عليه وسلم عشر سنوات، لم يقل لشيء فعلته: لم فعلت كذا، أو لشيء لم
أفعله لمَ لمْ تفعل كذا. هذا هو المثال المتمثل بعمل حي وليس
تنظير عربي أو غربي. فتشارلز دكينز مثلاً كان وراء نجاحه أمّ ايجابية راعية
للموهبة ومحفزة بعكس محيط نشأته الرث.
كلامنا الايجابي مع أطفالنا وتبرير ثنائنا عليهم ليدوم
صنيعهم كفيل بأن يصنع رجال الأمل وقيادة المستقبل، أما أن نوبخهم لخطأ هنا أو هناك
وأحياناً على الملأ فذلك هادم للذات مرتعه وخيم، فالسلوك هو الذي يجب أن يلام لا
شخص الغلام.
وأخيراً أقول أن الودود الولود (كما أفهمها) هي من تنجب
أفذاذاً وليس عدداً ، هؤلاء الذين يمكن أن يُباهى بهم كما أراد النبي صلى الله
عليه وسلم.
سددنا الله وإياكم أن يكون فكرنا وتفكّرنا بأطفالنا
وكأنهم مشاريع تنموية صغيرة سيكون لها المقال إن شاء الله.
حسام عرمان
18/2/2012
تعليقات
إرسال تعليق