و ما دخلي انا؟ تبدأ المنافسة و التعليقات و الهمسات عند خبر الحمل ، و عند الولادة لا تكفي اطلالة الأميرة ذات النور الفطري المعجونة بحنية و عاطفة عجيبة ان تملأ البيت بهجة بل سيشعرونك أنها فرحة منقوصة حيث تنتهي جمل التهاني بعقبال الصبي! (لماذا لا نسمع عقبال البنت مثلا ؟). اميرتنا لو كانت تحكي لنطقت و صرخت في وجههم " و ما دخلي انا؟ ". و تكبر البنت بين أخواتها و قريناتهم و تبدأ منافسة جديدة ، تتمايز فيها الأجمل فتحظى بالاهتمام و الدلع و تترك الأخرى في ألم و وجع ، ينفطر قلبها و لسان حالها "و ما دخلي انا؟". ثم تذهب الى الجامعة و تحتدم المنافسة بل تحزن عليها رفيقاتها "الحسناوات" ان سيفوتها القطار و ستعود الى بيتها او عملها بانتظار عابر سبيل و من اي سبيل ! و تجلس حزينة تكره المرآة و تنقم من مجتمع "عنصري" يفرق على أسس غير منطقية بالإضافة الى الطبقية ، فيعتبر الطول و الشعر ولون العيون والبشرة اهم المهارات والمقومات. و تكبر المسكينة و تهاب القطار و تصغر أحلامها ، ان لم تصبح كوابيس ، و قد تنسى همها الأساسي في الحياة و تكرر في كل م
خواطر ومقالات قصيرة في مواضيع منوعة - د. حسام عرمان