التخطي إلى المحتوى الرئيسي

جنبني الجماعة


 


أخبرني زميلان لي بخصوص "تأملت وتألمت" وانتقداني بأسلوب جميل عندما علقا على ما أكتب وأني أظهر بشكل سودوي وأعطي صورة المتأفف البريطاني الذي يظل يقارن ويفارق ويعلق على بعض الممارسات التي يظن أنها بسيطة!

لقد كانت ملاحظاتهم جميلة وبأسلوب لطيف شعرت أنها ممزوجة بحب وحرص ولقد إتفقا (رغم أن أحدهما من غزة والآخر من الضفة) أنه يجب التركيز على الإيجابي والجميل لا العليل وذلك برأيي جدا جميل، ولكن بنفس الوقت نريد أن نحسن باستمرار وكما أقول دائماً شركة تويوتا التي أبهرت العالم في ابتكار مناهج للتحسين تقول أن هناك فرص رهيبة ما زالت مستمرة، فلا بد أن ننظر بمرآة تكشف الرث وتظهره فيسهل علينا درئه واستقبال الغيث بعده. إننا مجبولون على عدم تقبل الإنتقاد (على الأقل أنا متأكد من نفسي:)) فنفوسنا تأنفه وتكرهه، ولو كنا متأكدين من صحته، (طبعاً إلا من رحم ربي) ومثال عمر– رضي الله عنه– نادر اليوم عندما كان يقول" رحم الله امرء أهدى إليّ عيوبي".

المهم والذي أريد أن أذكره هنا هو الأسلوب وطريقة طرح الانتقاد بالاضافة إلى التوقيت والجهة المعنية من حيث بحبوحتها وتقبلها وسهولة هضمها. حتى في الوضع المثالي يكون النقد ثقيلاً على القلوب وصعب فما بال بعضنا ينقد ويسخط واحياناً يشخط وعلى الملا ؟ فمنهم من ينتظر أن يكون في جماعة ويبدى مسلسل النصائح وكأنه إبن خلدون ، يا أخي ألم تشعر بألم التأنيب ومرارته وسط الجمهور، وذلك يهدم جلموداً ولا كنت به مبهور، وقد يثير بركاناً لم يكن من قبل مشهور!

وفي كلتا الحالتين خسارة مجتمعية كبيرة فالنتيجة إما إنسان ضعيف الهمة أحبطه النقد فلبد وتلبد ووهن وهان، أو متمرد غضبان أصرعلى الخطأ وأهان وانتقم وضر ولو بعد زمان. إن كانت النية سليمة ، دع النصيحة تخرج من قلبك سليمة وإن كانت عليلة أخنقها واحصرها قليلة أو روضها لتكون بصاحبتها رحيمة. 

وما أجمل قول الامام الشافعي المبدع:
تعمدني بنصحك في انفراد و جنبني النصيحة في الجماعـــه

فإن النصح بين الناس نوعٌ من التوبيخ لا أرضى استماعه

الخلاصة أنه يجب أن تكون نوايانا طيبة في الأساس ونجتهد في أسلوب لين ونحرص على الإسرار واختيارالتوقيت المناسب حتى يكون أثرها طيب.

حسام عرمان
11-6-2012  

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الطنطورة

  الطفل: أبي الأب: نعم يا حبيبي! الطفل: أضمر في نفسي ولا أخبر أحدًا أحياناً ما يجول في خاطري في بعض الأمور الكبيرة! الأب: مثل ماذا يا عزيزي؟ الطفل: عذاب النار مثلاً الأب: أوووف، ما شاء الله عليك! فاجأتني! نعم أسال براحتك ولعلنا نفكر سوية في هذه الأمور الكبيرة، ماذا تريد أن تعرف عن عذاب النار؟ الطفل: أعتقد أنه عذاب صعب على الإنسان المسكين الأب: تعجبني صراحتك أحسنت، نعم صحيح إنه عذاب شديد أليم، ولأنك إنسان لطيف يا بني ربما لا تستطيع تخيل وجود أشرار في هذه الدنيا يستحقون مثل هذا العذاب!   الطفل: من هم هؤلاء الأشرار يا أبي! هل السارقين أشرار؟ وهل يستحقون هذا العذاب؟ الأب: بالنسبة للعذاب ومن يستحقه فهذا ليس شأننا يا بني، هذا شيء في الآخرة وربنا جل جلاله سيقرر من يستحق ولأي فترة؟ فهو العليم بكل التفاصيل وما حصل في حياة الناس الطفل: نعم صحيح لكنك لم تجبني ما طبيعة الأشرار الذين تعتقد أنهم يستحقون عذاب النار! الأب: أنت طفل ذكي وأعرف أنك لن تتركني حتى أجيبك مباشرة، لكني لن أفعل! أنت ما زلت إنسان طري ولطيف ولا أريد أن أشوه صورة الحياة أمامك لكن تخيل أن هناك أفراد تسببوا بقتل وتشريد وتعذيب الملاي

أثر الشاشة (تلفاز، موبايل، آيباد) على الأطفال – دراسات

  -           زيادة وقت الشاشة   يؤدي إلى انخفاض النشاط البدني وزيادة مؤشر كتلة الجسم وتقليل الوجبات العائلية معًا وقلة النوم عند الأطفال -           لا يستفيد الأطفال دون سن الثانية بشكل عام على الإطلاق من أي محتوى يعرض على الشاشة حتى البرامج المفيدة (فوق سنتين فقط يصبح مفيد) -           يمكن للأطفال تعلم كلمة جديدة بشكل أفضل شخصيًا أو عبر مكالمة فيديو تفاعلية، مقارنة بمشاهدة نفس الكلمة التي يتم نطقها بشكل سلبي على الشاشة. -           أدمغة الأطفال الصغار تتطور بسرعة، ويظل التفاعل مع الوالدين أمرًا بالغ الأهمية لتعلمهم. -           الكثير من وقت الشاشة يمكن أن يؤثر سلبياً على فهمه لعالمنا ثلاثي الأبعاد وتقليل الخيال الإبداعي -           استخدام وقت الشاشة للأطفال في سن المدرسة يقلل من مهارات الصور الذهنية   المصدر: صفحة المستقبل - بي بي سي

تأملات سريعة من أولمبياد ريو 2016

تأملات سريعة من أولمبياد ريو 2016 رغم أني عادة لا أتابع ألعاب الاولمبياد بشكل عام (عد ا  كرة القدم طبعا)، لكن هذه السنة تابعت بعض الألعاب و الأخبار المتفرقة من ريو 2016 ، قصص مؤثرة و حكايا متنوعة و مثيرة. فها هي البرزيلية السمراء الجميلة رافيايل سيلفا القادمة من المخيمات المجاورة تحصد الميدالية    الذهبية بعد أن كادت تتحطم نفسيتها قبل انهيار بدنها و ربما وظيفتها أمام سيل الانتقادات في الاولمبياد الماضي عندما فشلت فشلا ذريعا ، و وصفها بهمجية عنصرية بغيضة بعض الجماهير بالقردة مستهزئين بلون بشرتها و أدائها. لم تفتح رافايل كمبيوترها حينها خوفا من أن تنهار عند قراءتها التعليقات لكنها تمالكت نفسها وعادت بعد أربع سنوات وقالت لهم "  The monkey came out of the cage in London and became champion in Rio de Janeiro " أي خرجت القردة من القفص في لندن و أصبحت بطلة في ريو. أما قصة جوزيف سكولنج السعيد القادم من دولة صغيرة عظيمة هي سنفافورة ، يأتي هذا الصغير صاحب الحلم الكبير لينتقل بنا من صورة له مع قدوته في الرياضة السباح العملاق فيلبس قبل ثمانية سنوات عندما كان عمره حينها ثلاثة