التخطي إلى المحتوى الرئيسي

لا تجزع وكن أملاً

لا تجزع وكن أملاً

أعزائي الطلبة الخريجين حديثا وقديما، يتواصل معي الكثير من الطلبة بخصوص العمل وشح الفرص. أقول لكم أحبتي في الله ، لا تجزعوا ولا تقنطوا ، خذوا بالأسباب وتوكلوا على الله واوصدوا أبوابكم أمام التيارات السلبية حتى لا يتسلل اليأس الى صدوركم وينخر في معنوياتكم. الوضع ضيق ويزداد صعوبة كل يوم ولكن الله ييسر للجميع فرزقنا مكتوب ومقدر لنا قبل الميلاد فلا خوف ولا قلق. أذكر اننا في سنة 2002 عندما كنا مقبلين على التخرج الذي لم يتم الاحتفال به كالعادة بسبب سوء الظروف أيام "عز" الانتفاضة ، كنا نجلس ونقول أين وكيف سنجد عملا ؟ الحياة شبه متجمدة والسفر والحركة متأزمة ومنع التجول وكأنك في فيلم"I am Legend" وأذكر أني ناقشت مشروعي التخرج في منزل الاستاذ المهندس سليمان الضعيفي ( أستاذي وصديقي) حيث كان التجول ممنوع واضطررت للنوم عند صديق ( اشرف الخفش ، جزاه الله خير) جار م. سليمان وحملنا الكمبيوتر من الباب الخلفي للمنزل وعدد من الفلوبي درايفز back up وركبت في اليوم التالي مع سيارة للصيدلاني وانتظرنا حتى تبتعد الدبابة. لماذا اضطررت ان أتي في تلك الليلة وكل "هادا الاكشن" ؟  لأني كنت قد بدأت العمل منذ أسابيع في بيت لحم وقبل التخرج رغم كل الصعاب، والفضل يعود كله لله وليس شطارة مني. الغريب والحمد لله توفقنا ووجدنا عمل في معظمنا ولكن على فترات، وحسب علمي في هذه اللحظة التي اكتب فيها، كل دفعة الهندسة الصناعية ٩٧ تعمل وفي مواقع معظمها مميزة جداً هنا وفي الخارج. لذلك أصدقائي لا تهتموا مادمتم غير مقصرين وبالله واثقين ومتأملين ومصرين وتذكروا الحديث الجميل الذي يذكي فينا حب العمل ويضفي علينا سكينة و طمأنينة ؛ 

" لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً - جياعاً - وتروح بطاناً - شباعاً"
بالتوفيق للجميع

حسام عرمان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأسد الجريح

يهرول الأسد الجريح الى المجهول، تنطحه الحمير الوحشية، تسخر منه الغزلان، وتتذكر قصص شبابه الطيور وكيف كان زئيره يهز الصخور وتحترمه العقول وتهابه وحوش الغاب. شاخ وشاب في عالم مادي لا يرحم. اليوم لا بواكي له، تداعت عليه الأكلة ونهشت جسمه. تزداد هرولته بسرعة وخوفاً من المجهول، لقد جعله المنحدر أسرع رغم ضعفه ووهنه، سلّم للتعب واقترب من نهاية المنحدر حيث النسور تنتظره كمشروع جثة هامدة وعشاء ملوكي.         حاله ساء الضعيف فهو ناصر المظلومين وضابط الأخلاق ومقيم العدل، أصبح الهرج ملح الأيام في غيابه وتفككت البلاد وتنكر العباد. يزداد الكره والحسد والبغضاء وتسيل الدماء، في حين تتفجر الطاقات في الغوغاء، يتنطح الفاسدون ويتمختر المنافقون، يعوم على السطح الغثاء وتختفي الدرر في الأعماق.   لكن سنة الطبيعة أن تتغير وتتبدل، لا بد أن يطوف المرجان وتتفتح الأصداف. لا بد للأسد أن يزأر من جديد ما دام القلب ينبض بالحب، ستبعث الحياة وسينتشي الجسد من جديد فالفكر لا يموت ما دام في السطور والصدور. إنما نحتاج تطبيقاً عصرياً وابداعاً علمياً، تخطيط وتنظيم وإتقان،...

البكور : سر من أسرار النجاح

إذا كانت "افتح يا سمسم" كلمة السر لفتح كنز علي بابا ، فإن "السر" الذي سأذكره هنا ليس بمعناه الحرفي بل هو المفتاح الذهبي لأبواب الانجاز وتحقيق النتائج التي قد تتفوق على الاهداف أحياناً. إنه ببساطة "بركة البكور" ، البكور إلى العمل كموظف ، طالب ، تاجر ، كاتب ، ربة بيت ، أو حتى متقاعد. لن أسوق لكم أمثلة عالمية مثل تاتشروغيرها (أنظر المقالة هنا ) لكني سأخبركم عن تجربتي الشخصية المتواضعة إلى الآن ، أدام الله علينا وعليكم نعمة التوفيق في العمل والعائلة والمجتمع و تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ، (سامحوني الجملة المعترضة صارت خطبة جمعة :)  أستطيع ان أعزو جزء كبير من سبب تفوقي في المدرسة والجامعة والعمل الى اجتهادي و بدأ نشاطي اليومي مبكراً. لن أبالغ إن قلت أن الفعالية تكون ضعف الأوقات الأخرى ، وقد يختلف البعض في ساعة النشاط لهم كما يقولون ، لكني متأكد أنهم سيلاحظون فرقاً كبيراً إن جربوا ذلك بشرط أن يعيدوا برمجة أدمغتهم بحيث يتوقف حديث النفس بشكل سلبي مثل : " ما بعرف أشتغل الصبح " ، "بكون نعسان" ، "ما بعرف انام بدري" ، ...

سماء الضفدع

سأروي لكم قصة قصيرة تناولتها ثقافات عديدة أهمها وربما أصلها الصينية القديمة، إنها قصة ضفدع البئر لكني سأرويها لكم بصبغة عربية دون تحريف شديد إلا ما أجبرتني عليه خلجاتي وكلماتي فلغتنا العربية الجميلة تأبى إلا أن تجمّل المفردات.   عاش ضفدع طوال حياته في بئر سحيق كان يستمتع بحياته مستلقياً في القاع ينظر للسماء وزرقتها وجمال السحاب وهو يمر مشكلاً لوحات بيضاء سريعة وبطيئة مثل لحظات الحياة. كان هذا عالمه الذي تقوقع فيه وظن أن عيشته لوحده هي الأفضل والأمثل، حتى جاءت سلحفاة وأطلت عليه برأسها الصغير الذي غطى جزءاً كبيراً من الضوء من أعلى فلفتت انتباه الضفدع. قالت السلحفاة : "كيف أنت اليوم أيها الضفدع؟" رد عليها وقد نفخ أوداجه واخضر خضاره وقال: "أنا كما ترين أسبح في هذا الماء الراكد الساكن الهادئ أمتع ناظري في الموج الذي أفتعله على مزاجي وقدر حجمي وعندي من البيوت بعدد الحفر المنتشرة في جوانب البئر، أختبئ فيها من المطر وكلما ارتفع منسوب الماء اعتليت بيتا (حفرة) أعلى. طعامي كما تعلمين حشرات تائهة جذبها الماء الداكن ورائحته المعتقة، تعالي واستمتعي معي لأخبرك عن تجارب...