التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2014

خطبة تيدّية

صعد الشيخ العجوز المنبر ببطء يحدق فينا بنظرات حنونة علينا لكنّا عليه حنّينا. ظننته سيتعب وهو يصارع نظارته ليقرأ من ورقته إن تذكر في أي جيبة وضعها.    وما ان بدأ الكلام ارتجالياً (لم يلبس نظارة) بشكل موزون متحدثاً عن معالي الأمور و علو الهمة حتى أسر الحاضرين مستخدماً احدث الأساليب في الإلقاء بدون أية تكنولوجيا (طبعاً) لكنا شعرنا وكأننا نشاهد أحد محاضرات  TED    لذلك سميتها خطبة تيدّية) ! لقد خاطب شيخنا العقل والعاطفة باقتضاب، استخدم ال props مثلاً عندما أخرج من جيبه نقوداً بطريقة أنيقة لما تحدث عن المادة، وأنهى الجزء الأول من الخطبة بطريقة شوقنا فيها للجزء الثاني. تأملت وتمنيت أن يكون معنا كل الخطباء وخصوصاً الشباب حتى يتعلموا ومن بعدها يعملوا طوال الأسبوع لتقديم تحفة الجمعة، فذلك باعتقادي أهم مسؤولياتهم في بطاقة الوصف الوظيفي للإمام/الخطيب!      

أتركه برهة

أتركه برهة بدأت من جديد أتعمد أن لا آ خذ جهازي الخلوي / النقال (يعني الموبايل:) عندما أذهب الى المسجد أو أي مشوار صغير ، الحقيقة انه شعور جميل حيث تشعر أنك وحدك لبرهة طويلة تستمتع بالحرية و الطبيعة من حولك (مع انها الكويت صحراء:) بس المهم الفكرة) حيث تخلو الساحة من أية مؤثرات من محيطك (الذي هو الان عالمي و ليس "حاراتي") ، إنه وقت غني للتأمل أو حتى لإراحة الدماغ و التفكير في اللا شيء. جرب أن تكثر من ذلك وتجعلها عادة  و لن تندم لأنك ستشعر أنك المسيطر على امورك ( You are in control ) من جديد (على الاقل في هذه الفترة القصيرة). هذا الموضوع استراتيجي و له أثره على المدي البعيد (تخنتها شوي انا تحملوني) ، قد لا يكون ذا أهمية في هذه الايام لكن المستقبل يحمل معه تحديات قد تفقدنا السيطرة على ادارة امورنا الشخصية من خلال التكنولوجيا ذات العلاقة و لن أقول الموبايل لان القادم سيتم من خلال تكنولوجيا نلبسها او تزرع في أجسادنا و سكون صعبا ان نخلعها في مشوارنا الصغير. فلنعود أنفسنا ونكون قدوة لأبنائنا و بناتنا من بعدنا (الله يعينهم على القادم :).   صحيح أن هناك ايميلات و مكالمات

سوسة الصباح

سوسة الصباح نستيقظ في الصباح و نسلم مزاج يومنا الى مسار سعادة و تفاؤل أو تعاسة و تشاؤم و ذلك بناء على حقائق مفهومة أو (غالبا) لأسباب غير معلومة ، تستيقظ قبلنا عادة "سوسة" شيطانية وصلت الى مزاجنا من خلال ثنايا أدمغتنا لتأكدت لنا كل صباح أننا لسنا بخير فهناك من أصبح بسيارة "أفره" من سيارتنا أو عنده بيت "أبرح" من بيتنا و له حظ من المال والبنين و زينة الحياة الدنيا أكثر منا كلنا. تتعاظم المحنة عندما تتلاقى الرؤوس المتشابهة في ذلك الصباح لتنشر العدوى والطاقة السلبية كتنين ينفث النار بعد ان استفزته شرارة صغيرة ، فطبيعي مثلا أن ترى عراك على مصف سيارة . سوسة الصباح لا تهدأ بل قد تسب الحظ والشمس ان كانت حارة أو الغيمة ان كانت ماطرة ، تأجج سائل التذمر ليغلي في الرأس و يلسع كل من لاقاه بحجة "صبحت منكد ". هذه السوسة رغم صغرها لكن فعلها كبير و قد يكون فعلا خطير، لكنها ان تفكرنا تظل سوسة صغيرة يمكن قمعها أو "رشها" بدواء الشكر على النعم والرضى بالقسمة ، و لنتأمل أحوال من حولنا من داني أو قاصي و قريب أوغريب ، و لنحمد الله على رزقنا و دفء

أهدافنا

أهدافنا  حزن MegaMind كثيراً في فلم الانميشن عندما تحقق حلمه و هدفه و قضى على MetroMan، على الرغم من سوء عمله و هدفه الا انه حزن بل بدأ يفكر في بطل جديد او إحيائه من جديد ليستمر هو في حياته و يستمتع في تحدياته. كذلك الحال عندما نقزم أهدافنا و نحصر حياتنا فيها و من اجلها و ماديتها ، فما تحقيق الأحلام الا درجات ليس لها نهاية و سننتهي و نحن ما زلنا نتطلع للدرجة التي في الأعلى.  و ذلك لأننا لم نستمتع في تفاصيل الطريق و منحدره و مرتفعه ، و لا اعتبرنا من شقوته و شدته، لم نخلص النية في الاعمال و العمليات و اقتصرنا على النتيجة بحد ذاتها و احيانا مهما كانت الوسيلة. و في النهاية نستغرب كيف ان فرحة النجاح سرعان ما تتبخر ، عدا كون أهدافنا قصيرة الأمد متقطعة و مترددة و لا تصب في هدف بعيد.  

المقاطعة يجب أن تستمر بدون مقاطعة

المقاطعة للبضائع الإسرائيلية أو الشركات العالمية الداعمة للاحتلال بشكل علني يشتد حينا ويتراخى أحياناً بحسب درجة حرارة الأحداث، فسرعان ما يتهاون الناس بحجج تافهة لن أذكرها أو مصطلحات تنازلية استسلامية مثل الارتباط الاقتصادي والاتفاقيات والأمر الواقع وخلافه.  الموضوع حقيقة بسيط ولا يحتاج إلى عمل حملات رسمية أو شعبية (مع انه يمكن تكون مفيدة على المدى القصير) لكن الأهم أن نتنفسه كل يوم كثقافة الثائر الذي لا يهدأ له بال حتى دحر الاحتلال، نحن ربما أشهر من اي مجتمع في نشر الكلام من لسان إلى لسان  word of mouth  حتى قبل وجود مواقع التواصل الاجتماعي.  معظم الشعوب تدعم صناعاتها الوطنية وليس بغرض مقاطعة اللآخرين، وذلك طبيعي جداً، توقف قليلاً في أحد شوارع برلين وانظر إلى السيارات، معظمها صناعة ألمانية. صحيح أن سوق فلسطين صغير، لكن الأثر المعنوي كبير. ولا يستوي المقال أن مصانعنا تستورد مواد أولية اسرائيلية فهناك فرق كبير من حيث تعاظم الفائدة عندما يكون المصنع الذي يحول المادة الأولية الى منتجات وبين من يستورد المنتج الجاهز (المستفيد الوحيد هنا هو التاجر وقليل من العمالة غير الماهرة)، كلما كانت

"من حظنا" و بركات أكناف بيت المقدس

"من حظنا" وبركات أكناف بيت المقدس اثبتت السنوات الاخيرة ان سرعة التغيير و التطوير التكنولوجي ما زالت تؤثر بمنحنى "اكسبونانشيللي" حاد و في مختلف مناحي الحياة ، و من اهم الطفرات الجديدة هي مواقع التواصل الاجتماعي مجتمعة ، و ليس واحد بعينه. كنت قد تعرضت للموضوع من باب إدارة التكنولوجيا على المستوى الشخصي ، لكني اليوم أعرج عليه لاعلق على الأحداث الاخيرة في غزة و كيف ، باعتقادي، كان دورها مهما في عدة أمور حيث كشف المستور وما تميزت به سابقا التغطية القبيحة لجزء كبير من الاعلام العالمي بل احيانا تزوير الحقائق بمهنية و سيكولوجية عالية جعلت مواطن عادي في أمريكا يسب العرب من اول لحظة سمع بها بأحداث ١١ سيبتمبر ، كما حدثني احدهم حينما كان هناك وقت حدوثها. اليوم يصنع الخبر من يصنع الحدث ، و يشاهد العالم الحدث بعيون الضحية و ليس ما يرينا الجلاد كما اعتاد ، لن يكتب "المنتصر" التاريخ بعد اليوم ، اصبح ذلك الان تاريخ ، لن يستمر برنامج "أرشيفهم و تاريخنا" الى وقت طويل ، لن ننتظر ٢٠ عاما حتى نكتشف الخيانات و المؤامرات و الاجتماعات و ما يجري تحت الطاولات.

الوطنية لا تعرف الحدود

الوطنية لا تعرف الحدود  شعب مصر كغيره من الشعوب العربية الأبية نحبهم و يحبونا و قد شهدنا ذلك أينما وجدناهم ، في الشرق والغرب. لن تهتز علاقتنا مهما تجند الماديون و المتكسبون من الإعلاميين و من تبعهم بخبث او على غير هدى او من خوف. وناسف ان نسمع ردودا من الجانبين تتجاوز الحدود وتثير بارود الفتنة لتخدم المتربصين. هؤلاء هم أعداء أنفسهم فالشرفاء همهم واحد و جرحهم واحد و هم على قلب رجل واحد ، جمعتهم إنسانيتهم و أخلاقهم الكريمة و غيرتهم على المستضعفين من أطفال و شيوخ و نساء ولم ينتبهوا أصلا لحدود صناعية ابتدعوها لنا و أصبحنا حراسا على أنفسنا بحجة أمننا الوطني.  لن تتغير الصور الوردية التي رسمها أجدادنا في أذهاننا لمصرنا و نصرنا فهي حقيقة راسخة نتعكز عليها ونلجأ لها في السراء و الضراء.   حسام عرمان 26/7/2014   

غزة و العشر الأواخر

غزة و العشر الأواخر  ليست مصادفة ان تتزامن الأحداث و تشتد وطأتها في العشر الأواخر من الشهر الفضيل ، شهر الكرامات و البركات و الانتصارات ، لان كل شيء بقدر. برغم فظاعة الجرائم و انسلاخ أخلاق الحروب ، الا ان العملاق الذي لا يقهر يتقزم امام اخلاص اصحاب الارض محبي السلام ، سلام الكرامة الانسانية لا الذل و الانهزام.  ها هي غزة تجوع و لا تأكل بثدييها في سبيل الحرية ، هاهو الشباب يتألق بتمرة و بندقية ، ليغيروا المعادلات التقليدية . لقد حرك الأطفال الضمائر العالمية لمناصرة القضية ، فقد فهم الكثير بعد هذه السنين من هو صاحب الأحقية و تيقنوا من هو الضحية و من هاج بهمجية و عمنجهية صهيونية. لقد كشف الستار أيضاً عن الصدور الحاقدة التي ما زالت تتكلم بضاد عربية.  نرجوا الله ان يحقن دماء أهلنا و ينهي المعاناة مع نهاية رمضان و قد تحققت التهدئة بالمطالب الآنية . تلك التي صورها الاعلام انها منة علينا ننبهر فيها و كأنها منتهى أحلامنا الزهية، هي في نظر الامم مضحكة مع انها بلية ، ان في هذا القرن من الزمان يكون المطار و الميناء و غيرها حلما رغم انها أدنى الحقوق الانسانية ، ندفع فيه الغالي و النفي

غزة صمدت

غزة صمدت غزة صمدت وستصمد غزة تحدت وتتحدى غزة تتألم ولكن تتعدى غزة للعادي شوكة، تغز وتوجع لكنها للجار وردة ، تحلو وتبدع الضفاوي (مثلي) يولد ويموت وقد يصول والعالم يجول بعرض وطول لكن "غزته" لا يزور ولا يطول قطعة ارض في طرف أغر لأرض المقر أرادوها بحرا وطينا وجمرا لهيبا لكنها نبتت وعاشت بل رزقها المنان غازا و نفطا وصفوها كل الأوصاف وعابوها عبء دولي وحشد رجعي متمردة عنقاء سقفها السماء وجهنمها ماء لكني بصمت اقول اهلها أوفياء رجال طيبون وربع أشداء عن الحق مدافعون وفخر الأصدقاء مهما تعدد الحزب أوالانتماء سلمكم الله وحماكم من كل كيد او عداء حسام عرمان

تجليات رمضانية زمانية

تجليات رمضانية زمانية  تجلت السياسة المحمدية في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب حتى في الأمور البسيطة (في الظاهر) عندما اختار بلال للآذان بسبب صوته الجميل. أيقنت ذلك من يومين عندما تألق الشيخ مشاري العفاسي في مسجد الراشد بالعيدلية خلال صلاة التراويح و تلا علينا و حفزنا بصوته الجميل ان نتأمل الآيات و الفتحات و الضمات و روعة الحوار و التطمينات. تحركت المشاعر و تألقت الحروف و أضاءت معان ربطتنا بالوقائع و الأحداث صغرت ام كبرت. هنا بعض الآيات التي تليت و تبعها دعاء جميل لأهلنا في فلسطين:  "الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ ا

ارحنا منها يا رمضان فإنها منتنة

ارحنا منها يا رمضان فإنها منتنة تتلاطم بنا امواج الظلام و تأخذنا الى عالم اظلم فأظلم و تدمر معها السفن العربية الراسية في بحر العرب و بره ، و تهب الريح لترسل معها زواحف جهنمية تحرق الأخضر و اليابس. نتهم الشمال و الغرب حينا و نطلب مساعدته أحيانا لينقذنا من انفسنا و عنصريتنا التي تشدنا اليوم في اسوء صورها. نستظل اليوم بعنصرية تعددت مستوياتها وتعريفاتها المرتبطة بالجغرافيا أو التاريخ او الدين او المذهب أو الطائفة و يمكنك ان تعدد وتقسم لتكتب لائحة طويلة. تغيرت أمم كثيرة فهمت التعدد بإيجابية و ليس بعنصرية ، حيث ان الاصل التعارف وليس محاسبة الأمم و توزيع علامات لدرجات الايمان و الكفر و صكوك الجنة و النار ، و الله يقول " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" . نشهد اليوم تجاذبات و تعصبات يأججها المتشددون في الجانبين (أو الجوانب ) و مِن ورائهم مٓن وراءهم ، فيتبعهم المتعلمون و المثقفون قبل العوام فينظرون و يغلون و

لا تجزع وكن أملاً

لا تجزع وكن أملاً أعزائي الطلبة الخريجين حديثا وقديما، يتواصل معي الكثير من الطلبة بخصوص العمل وشح الفرص. أقول لكم أحبتي في الله ، لا تجزعوا ولا تقنطوا ، خذوا بالأسباب وتوكلوا على الله واوصدوا أبوابكم أمام التيارات السلبية حتى لا يتسلل اليأس الى صدوركم وينخر في معنوياتكم. الوضع ضيق ويزداد صعوبة كل يوم ولكن الله ييسر للجميع فرزقنا مكتوب ومقدر لنا قبل الميلاد فلا خوف ولا قلق. أذكر اننا في سنة 2002 عند ما كنا مقبلين على التخرج الذي لم يتم الاحتفال به كالعادة بسبب سوء الظروف أيام "عز" الانتفاضة ، كنا نجلس ونقول أين وكيف سنجد عملا ؟ الحياة شبه متجمدة والسفر والحركة متأزمة ومنع التجول وكأنك في فيلم "I am Legend" وأذكر أني ناقشت مشروعي التخرج في منزل الاستاذ المهندس سليمان الضعيفي ( أستاذي وصديقي) حيث كان التجول ممنوع واضطررت للنوم عند صديق ( اشرف الخفش ، جزاه الله خير) جار م. سليمان وحملنا الكمبيوتر من الباب الخلفي للمنزل وعدد من الفلوبي درايفز back up وركبت في اليوم التالي مع سيارة للصيدلاني وانتظرنا حتى تبتعد الدبابة. لماذا اضطررت ان أتي في تلك الليلة وكل "ه

خصوصيتي

خصوصيتي في اليومين الماضيين استمعت الى حلقتين متتاليتين من برنامج صباحي على راديو هيئة الاذاعة البريطانية (BBC English) وانا في السيارة و كان الحديث عن موضوع السيارات المتصلة (connected cars) و "إنترنت الأشياء" (The Internet of things) (طبعا الترجمة على مسؤوليتي :) .  لاري بيج ومارك روزنبرج واخرون قلة قليلة ( ذلك حقا عجيب و لا يكاد يصدق) هم من سوف يقررون كيف ستتغير حياتنا بناءا على تمدد هذه الشبكات المعلوماتية التي ستؤدي الى نهاية مفهوم الخصوصية و ستصبح شيئا من التاريخ ، ستصبح مصطلح ديناصوري قديم سنتحدث عنه من باب الفكاهة ، فسنقول: بتذكر/ي لما كان الواحد يحكي لصاحبه ما تقول لحد وين رايح ، الى اين مسافر ، ايش أكلت ، مع مين مشيت ، شو نوع سيارتي ، اسم امي ، عمر مرتي ، عدد أولادي ، لون غرفة نومي ، العاب اولادي ، أدواتي ،عدد اجازاتي ، انتماءاتي ، توجهاتي ، أفكاري ، أمراضي ، همومي ، أفراحي ، أتراحي ، مغامراتي ، نهفاتي ، هفواتي ، تفاهاتي ، كل حياتي ، و يمكن الناس تضل "ترغي" بحياتي و اغراضي بعد مماتي و هذا بالتأكيد ليس خياري . نعم يا صديقي لن تملك الخيار أصلا فم

شكرًا شيخ نبيل

شكرًا شيخ نبيل  بينما كنت أهم لأداء تحية المسجد وإذا بي أسمع صوتاً شجياً ذا نبرة مألوفة عادت بي في ثوان إلى أكثر من خمسة عشر عاماً. خطيب اليوم رجل عرفته من خلال صوته فقط ، كان ذلك في عصر الأشرطة التقليدية وقبل انتشار الانترنت واليوتيوب طبعاً. سمعته كثيرا في دروس مميزة وصوت مميز في قراءة الآيات التي تتخلل كلامه لتضيء للسامعين المتأملين أفاقاً وأنواراً إيمانية عميقة تلامس أطراف الفؤاد لينتعش ويرتعش. كنت أتخيله شيخاً طاعناً في السن حينها ، و كان من الاشخاص الذين استأنست بهم في فترة معينة في فترة الشباب.   لم يخطر ببالي أبداً حينها أن ألتقي بالشيخ نبيل العوضي وأسلم عليه في مسجد انتهيت إليه لصلاة الجمعة بالصدفة يوم أمس و دون ترتيب. وجدته اليوم شاباً بعد أن ظننته شيخاً قبل سنين عديدة ، ها هو اليوم مستبشر ومبتسم وقد تحلق حوله الأحباء من أصدقاء وغرباء.        سلمت عليه و شكرته ثم غادرت متأملاً و مراجعاً شريطاً طويلاً من الذكريات ومتعجباً من هذه الدنيا الصغيرة.   حسام عرمان 17/5/2014

إدارة التكنولوجيا

بدأت أكتب وكأس الماء أمامي وتذكرت جملة "هل كأس الماء الذي أمامك تكنولوجيا ؟ " ، كان هذا السؤال الأول الذي تفاجأ به صديقي وزميلي المهندس الصناعي الألماني في امتحانه للدكتوراه عام 2006  في جامعة نوتنجهام.    إذا اعتبرنا الكأس كأي تكنولوجيا نستخدمها في حياتنا اليومية فإننا سنستنتج أنّ الاستخدام هو الكلمة المفصلية التي يمكن لنا أن نحكم من خلالها على أنفسنا كمستخدمين ومستهلكين  (وتلك مساهمتنا للاسف كعالم ثالث في معظم الأحيان). بالنسبة للكأس فإن وظيفته هي احتواء سائل وفي الأغلب للشرب (حتى نحدد الاستخدامات ، و أتخيل الآن من درس معي مساق الماجستير ادارة التكنولوجيا يستذكر رفيقتي "أروى" بينما يقرأ هذا :). طبعا هذا السائل قد يكون خير الشراب وهو الماء الزلال البارد الجميل في صيف حار أو عصير الفاكهة الاستوائية الطبيعي أو العصير الصناعي (from concentrate) أو صناعي بحت (ماء + سكر + كثير من الملونات وال E’s) أو مشروب غازي أو حتى مشروب كحولي والذي ضرره درجات. القرار لنا ، فنحن نختار ما نشرب في كأسنا و الذي يتراوح ما بين أفضلها إلى أسوئها كما ذكرنا في هذا المثال البسيط. نفس

مثال بسيط جداً

كان يوماً طويلاً وشاقاً ، الكل جائع ومنهك، ندخل إلى المطعم الأقرب من المكان الذي ركنا فيه السيارة داخل المجمع، نطلب بسرعة، نسلي آدم وياسمين ببعض "التلاوين" ، يأتي النادل ويضع الأطباق. نبدأ الأكل (أو أبدأ الأكل :)) أرفع رأسي قليلاً بعد أول ملعقة (أو خامس ملعقة :)) فأرى زوجتي تقسم وجبة الأطفال وتوضبها لهم، وتتأكد من راحتهم، فتذكرت الحديث " ... قال أمك، قال ثم من؟ قال ثم أمك، قال ثم من؟ قال ثم أمك، قال ثم من؟ قال ثم أبوك".  مثال بسيط جداً من مجموعة لا نهائية تتفوق فيها الأم التي لا يتم مكافأتها على مكافحتها إلا في وقت متأخر من دورة الحياة العجيبة، وكثير من الأحيان لا يفهم فيها الإنسان مبدأ "الحب غير  المشروط" unconditional love إلا بعد فوات الأوان أو حين تتبدل الأدوار و يعيش الأمثلة الواقعية بعيداً عن النثر والشعر والصور الرمزية. من خبرة أب بسيطة لم تتجاوز الأربعة  أعوام يا شباب ويا أحباب، الفرق كبير ومهما حاولت لن تطير فهن في السحاب فوق الغيوم وحد النجوم.  اللهم ارحم أمهاتنا أجمعين.      حسام عرمان 21/4/2014 

تخيل

تخيل  ذهبنا في الأسبوع الماضي الى عرض مسرحي لمشاهدة بارني ( ديناصور الأطفال ) ، و ما لفت انتباهي هو موضوع العرض و الذي ركز على موضوع الخيال imagination و كان باختصار يحكي قصة لعبة الأطفال التي انكسرت و ذهبوا جميعا الى مصنع الألعاب الذي يحتوي على ماكينة التخيل ليتمكنوا من إصلاح الألعاب بمساعدة الأطفال ،القصة كانت بسيطة الا ان الموضوع حمل رسالة مهمة جداً و أرجو ان يكون فد فهمها الكبير قبل الصغير و لقد قالها أينشتاين من قبل بجملة قصير كالعادة لكنها تحمل معاني كبيرة.  "Imagination is more important than knowledge"   "الخيال أهم من المعرفة"  قوة التخيل هائلة للغاية ، انها تدفعك الى الإبداع و تنقلك الى حلم تراه يتجسد حقيقة أمامك بالتدريج الذي تخيلته يتجمع قطعة مع اخرى ليرسم الصورة الكاملة الأصلية ، و ذلك كله لا يتأتى الا بشيء من الإصرار .  هذا تمرين مهم يجب تعليمه للأبناء في البيت و المدرسة فالأهداف يسهل تحقيقها اذا عشناها في مخيلتنا و كأننا نرحل الى المستقبل و نتعلم و نستمتع بالإنجاز و نذوق حلاوته ثم نعود مسرعين الى يومنا لنعمل بجد و نبدع كي يتحول الخيال الى حقيقة. هذا ا

تذوق طعم الجُمعة

يوم الجمعة على أهميته الدينية والاجتماعية و كعطلة أسبوعية رسمية ، إلا أن وجهات النظر فيه مختلفة ، فهناك من يضرب فيه المثل بالطول فيقول " أطول من يوم الجمعة" ، و آخرون يرونه قصير لا يمكن الإنجاز فيه. وجهة النظر الأوللى عادة تكون لمن فاق باكراً لكنه ضيعه مترنحا بين التلفاز والموبايل مالًّا منتظراً الفطور لأنه لم يضع خطة ليوم الجمعة !  أما الثاني فيفيق قبل الصلاة بقليل ولا يهتم بالفطور فالجمعة عنده  يوم عطلة وأكل ونوم ليعوض "المكسور".        و حتى نكون وسطيين وننتفع بيوم الجمعة أكثر ، هذه بعض المقترحات :  ١. حاول أن لا تسهر كثيراً يوم الخميس  استيقظ صباحاً وصل قبل الشروق أو في المسجد إن أمكن. ٢.  ارجع البيت و ايقظ اهلك للصلاة قبل الشروق. ٣. حضر كأساً من الشاي مع بسكويت الزبدة. ٤. انطلق إلى الركض أو المشي (على الأقل نصف ساعة)  ٥. خذ حمام منعش للعقل قبل الجسد. ٦. إفطار تقليدي فلسطيني (حمص وفلافل وفول بلا بصل) ثم فنجان قهوة عربي/تركي  ٧. تسلى مع الأهل والأطفال لبعض الوقت. ٨. إقرأ سورة الكهف وانطلق إلى الصلاة مع الصغار    سأتوقف هنا وأترك لكم

عجيب أمرنا

عجيب أمرنا  يكافؤ المتأخر و يعاقب الملتزم ، يفرح المتأخر لفعله و يغضب الملتزم بالمواعيد ، و كذلك تنتشر الثقافة .  حدث إسلامي دعوي يبدأ بعد اكثر من ساعة تأخير ! ومن اهم الدعاة في العالم العربي ،  ليست المرة الاولى و لن تكون الاخيرة ، شهدتها حتى في بريطانيا 'ام المواعيد' و لكن عندما يكون المنظمون من المسلمين  ، يختلف التوقيت من بلد الا بلد لكن تأخيرهم ثابت لا يتغير و لا حتى على القمر ! حسام عرمان  ٩/٢/٢٠١٤

الباب "العٓصِي"

الباب "العٓصِي" احيانا نحاول فتح احد الأبواب عنوة و نجاهد و نصبر لكن دون جدوى ، فنحزن و نتأفف ، و نعلم بعدها ان وحشا كان بالانتظار لكن الله هيأ لنا و منعنا منه ، فنشكره و نحمده كثيرا ثم ننسى. اما اذا لم نعلم  بأمر الوحش نظل " نلَولِو" و نتحسر، رغم ان الأبواب الاخرى التي فتحت لنا حملت معها نسائم فردوسية.   تأمل لو استأنسنا بنظرية الباب "العصي" ، و توكلنا على الله بعد الأخذ بالأسباب ، سواء كانت بنت فائقة الجمال رغبتها زوجة دون سواها او وظيفة حلمت بها في الليل والنهار. تعودنا سماع الجزء الاول من الآية و هو {وعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}  ونسينا  الجزء الثاني {وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]}. الحمد لله حسام عرمان  23/1/2014

ما أهونه

ما أهونه !  عنوان سريع قبل قليل في الأخبار ان ٤٠ الف "قتيل" في سوريا في عام ٢٠١٣ ، دون ان احلل او يحللوا ، فالرقم وحده مرعب ، و كأن الانسان صار بلا قيمة و ما أهون ان يراق دم المسلم و كأن لونه رمادي لا يستنفر المشاعر التي قد تتأذى لمشاهدة دجاجة تذبح ، و إن للأكل . ها هي الأرقام اليومية التي لمحناها مر الكرام قد تجمعت  لتنادي من جعلوا أصابعهم في آذانهم!    حسبي الله و نعم الوكيل