التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١٣

الأسد الجريح

يهرول الأسد الجريح الى المجهول، تنطحه الحمير الوحشية، تسخر منه الغزلان، وتتذكر قصص شبابه الطيور وكيف كان زئيره يهز الصخور وتحترمه العقول وتهابه وحوش الغاب. شاخ وشاب في عالم مادي لا يرحم. اليوم لا بواكي له، تداعت عليه الأكلة ونهشت جسمه. تزداد هرولته بسرعة وخوفاً من المجهول، لقد جعله المنحدر أسرع رغم ضعفه ووهنه، سلّم للتعب واقترب من نهاية المنحدر حيث النسور تنتظره كمشروع جثة هامدة وعشاء ملوكي.         حاله ساء الضعيف فهو ناصر المظلومين وضابط الأخلاق ومقيم العدل، أصبح الهرج ملح الأيام في غيابه وتفككت البلاد وتنكر العباد. يزداد الكره والحسد والبغضاء وتسيل الدماء، في حين تتفجر الطاقات في الغوغاء، يتنطح الفاسدون ويتمختر المنافقون، يعوم على السطح الغثاء وتختفي الدرر في الأعماق.   لكن سنة الطبيعة أن تتغير وتتبدل، لا بد أن يطوف المرجان وتتفتح الأصداف. لا بد للأسد أن يزأر من جديد ما دام القلب ينبض بالحب، ستبعث الحياة وسينتشي الجسد من جديد فالفكر لا يموت ما دام في السطور والصدور. إنما نحتاج تطبيقاً عصرياً وابداعاً علمياً، تخطيط وتنظيم وإتقان، لا فتور ولا كسل، صدق وأمل واخلاص وعمل.

إعلام "مؤيدل"

إعلام "مؤيدل"  منعت نفسي أن أكتب في الموضوع لكن يبدو أنني لم أستطع ، ثم وجدت نفسي اليوم أدلي بدلوي ربما لأنه اليوم الذي سينتهي فيه البرنامج الذي شغل به الكثير و ليس فقط عندما يكون على الأثير ، بل كتب عنه الكل في كل وقت و مكان (مع أه لا أهمية للمكانية اليوم بوجود الفيس). مقالات طويلة و قصيرة و بوستات و تعليقات ، البعض مؤيد مبجل و "مؤيدل"  و البعض معارض مكفر و منفر.  تشدد في الجانبين و من توصت في طرحه انتقد و قد يكون من الجانبين أيضا. أنا شخصيا أميل إلى "التطرف في الاعتدال" و سأطرح الموضوع بشكل مختلف قليلا. ما حدث خلال الفترة الماضية غلو كبير و مبالغة مفرطة حيث وجه الإعلام الحشود و العامة بطريقة غريبة و على غير هدى بل تبعهم المسئولين أيضا (د. الحمد الله صار رئيس وزراء و استقال و لم نشعر به مقارنة بعساف ، مع إن الأحداث مثيرة جدا و لم تحدث من قبل). أنا شخصيا غير مقتنع بتركيبة هذه البرامج و معاييرها ، حيث يتم تقييم المتنافسين من خلال تصويت الجمهور و قبلها لجنة حكم تم اختيارها بناءا على نجوميتهم و جغرافيتهم و ليس مهنيتهم (أين الملحنين الكبار ، إذا لس

الصف الاول للأول

الصف الاول للأول  بينما نحن في صلاة الجمعة جاء رجل متأخر من بعيد و بعد ان قطع صفوفا ورقاباً كثيرة ، و استقر به المطاف بجانبي. قام باحتلال الفراغ الذي قد لا يصلح لصبي و قد وجدت فيه متنفسا خلال الخطبة انا و من بجانبي حيث ان المسجد واسع والمكان براح. لكنه أصر و 'حشر' نفسه بطريقة عجيبة يمكن تدريسها ضمن قوانين الموائع مع 'دفشة' عن اليمين و عن الشمال. عدلنا جلستنا و ضغطنا أجسامنا عاملين ب "تفسحوا في المجالس" و المثل الفلسطيني بقول " بيت الضيق بسع ميت اصديق" . المهم لما جلس و انتهى من الصلاة فرد نفسه و تربع 'فارشا' جناحيه و كأننا أغصان عشه ، نظرت اليه و إذا به ممن زاده الله بسطة في الجسم (بس) . التزمت الصمت على غير عادتي فنحن في خطبة الجمعة و لا نريد ان اصبح ممن "لغى" بسببه. و في الحقيقة خرجنا من الخطبة و لم احدثه ( فكما ذكرت له من الجسم حظ وفير ، عكسي تماماً) . و لكن ظل لسان حالي يقول : الصف الاول لمن بكّر و ليس لمن لبس لحية ليكون قدوة و لكنه تأخر ، و في المسجد بالذات يجب ان تسمو الأخلاق و ترقى العادات.